الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية يكشفها لأوّل مرّة: منير الشرفي يقدّم شهادته بشأن يوم محاولة القبض على "أبو عياض" وما أخبره به قائد أمني دخل في حالة هستيريا

نشر في  07 مارس 2019  (09:29)

قدّم المحلّل السياسي والأستاذ الجامعي منير الشرفي شهادته بخصوص واقعة محاولة القبض على "ابو عياض" عندما كان يُلقي خطبة الجمعة بجامع الفتح يوم 17 سبتمبر 2012، حيث كشف لأوّل مرة عن تفاصيلا كان شاهد عيان عليها ذلك اليوم كما يلي: 

 "شهادة للتاريخ
يوم 17 سبتمبر 2012، كنت رئيس التحرير لجريدة "الطريق الجديد" التي يُصدرها حزب المسار، والتي يقع مقرّها في شارع الحرية، قرب جامع الفتح. سمعت من مكتبي ضجيجا في الشارع غير معهود. ألقيت نظرة من النافذة، فإذا بالشارع أسود بالكامل، وقد امتلأ بآلاف أعوان الأمن، وأُغلق أمام السيارات والمارّة المترجّلين.

نزلت فورا لأكتشف ما يحدث، فوجدت جامع الفتح مُحاصرا من الجهات الأربع من طرف عدد هائل من قوات الأمن. سألت أحد الأعوان عن السبب، فأجابني بأنه سيتمّ القبض على "أبو عياض"، الإرهابي الخطير الذي قاد عملية حرق السفارة الأمريكية.

حرق السفارة الأمريكية كان بتواطؤ مع وزارة الداخلية التي لم تمنع الهجوم على السفارة، وتركت "جيش أبو عياض" يعبث بالسفارة كما يشاء.

أردت الاقتراب من الجامع فمنعني الأعوان. استظهرت ببطاقة الصحفي إلى أحدهم، فأخذها مني ليُريها إلى قائد العملية. 
اقترب مني القائد، ونظر إليّ مليّا ثم أمر بتمكيني من عبور الحزام الأمني آمرا أعوانه بأن يتركوني أقوم بعملي في أحسن الظروف. كان الجامع يبثّ عبر المصدح خطبة "أبو عياض"، وكان الأعوان ينتظرون نهاية الخطبة كي يقبضوا عليه.

وما أن انتهت الخطبة حتى قُدّم القائد فجأة أمره لكافة الأعوان بالانسحاب. خلت في البداية أنهم قبضوا عليه دون أن أشاهد العملية. فذهبت للقائد لأسأله. وإذا به دخل في هستيريا غير منتظرة وأخذ سيب ويلعن كل من يعترض سبيله. 

سألته ما الذي حدث ؟ فأجابني بصوت عالٍ وبغاية التشنّج : "كان "أبو عياض" في قبضتنا، ولم تكن له أية وسيلة للهروب منّا، لكن الأوامر التي جاءتنا من وزارة الداخلية طلبت منّا الانسحاب وتركه يخرج بسلام".
الواضح أن المسؤول الأمني لم كن البتّة راضٍ عن قرار الوزير، لكن الانضباط الأمني يفرض عليه تطبيق الأوامر.

انتشر الأعوان، وعاد القائد إلى سيارته يمسح دموعه، وعدت إلى مكتبي أبكي على تونس.
علمت فيما بعد أن "أبو عياض" وصل إلى الحدود الليبية محميّا، وقد سُمح له بتجاوز الحدود دون جواز."